أنواع الشخصية في علم النفس



أنواع الشخصية في علم النفس


الشّخصيّة في علم النّفس أُجرِيت بحوثٌ كثيرةٌ فيما يتعلّق بموضوع الشّخصيّة، لكن لم تتوصّل إلى استنتاجاتٍ نهائيّةٍ بخصوص طبيعة الشّخصيّة؛ وذلك لأنّ الشّخصيّة الإنسانيّة ظاهرةٌ مُعقَّدةٌ إلى حدّ أنّه يُمكن تعريفها بأساليب مختلفةٍ، وقد عُرِّفت الشّخصيّة بطرقٍ مختلفةٍ من قبل علماء النّفس الذين انشغلوا بدراسة الشّخصيّة، والمُتغيّرات التي تُؤثّر على تطوّرها.[١] تعريف الشخصيّة في علم النّفس علم النّفس هو دراسةٌ علميّةٌ لسلوك الإنسان، وتوافُقِه مع البيئة المُحيطة به،[٢] وكلمة الشّخصية (بالإنجليزيّة: Personality)، المُشتَقَّة من كلمة (Persona) اللاتينيّة تعني القناعَ الذي كان يلبسه مُمثّلو الإغريق على وجوههم؛ أثناء تمثيلهم على خشبة المسرح، واستناداً إلى مفهوم القناع كان يُعتقَد أنّ الشّخصيّة هي الأثر والتأثير الذي كان يتركه الشّخص المُرتدي للقناع على المُشاهدين.[١] أمّا المعنى الاصطلاحيّ للشّخصيّة فهو (صيغةٌ مُنظَّمةٌ نسبيّاً لنماذج السّلوك، والاتّجاهات، والمُعتقَدات، والقيم النّمطيّة لشخصٍ معيّنٍ، والتي يعترف بها هو والآخرون).[٣] أنواع الشّخصيّة وصفاتها في علم النّفس للشخصيةّ في علم النّفس أنواع، تختلف في صفاتها عن بعضها البعض، وهذه الشخصيّات هي:[٤][٥] الشّخصيّة الانطوائيّة: صاحب هذه الشّخصيّة يكون مُنعزلاً بإرادته عمّن حوله؛ حيث يعيش في عالمه الخاصّ، لا يُقيم علاقاتٍ مع الآخرين، ولا يتأقلم مع واقعه المُحيط به، ويقول علماء النّفس: إنّ الشّخص الانطوائيّ قد ينجح في مجالات عدّة، خاصّةً المجالات التي تحتاج الهدوء، وفراغ الذّهن، والانعزال. الشّخصيّة القهريّة: يكون الشّخص عاجزاً عن التّعبير عن مشاعره، وإذا عبّر عن مشاعره يكون مُتحفّظاً جداً، وجامداً، فيفهمه الآخرون على أنّه متكبّرٌ ومغرورٌ؛ لذلك تكون صداقاته قليلةً، وهو شخصٌ يُحبّ الالتزام، ويكره الفوضى، ويُحبّ العمل ويجتهد فيه، لكنّه يُواجه مشكلةً في اتّخاذ القرارات، وهو شخصٌ صريحٌ جداً، لا يُجيد تنميق العبارات والمُجاملة، لا يعطي ثقته لأحدٍ بسهولةٍ، ولا يسحبها بسهولةٍ أيضاً، ويقول علماء النّفس: إنّ هذا الشّخص قلِقٌ ومتوتّرٌ، ويمكن أن يُعاني من بعض الأمراض، مثل: الصّداع النّصفيّ، والقولون العصبيّ، وآلام المعدة. الشّخصيّة السيكوباتيّة: يكون هذا الشّخص تابعاً لشهواته وأطماعه، وقد يكون سَمْحَ الوجه من الخارج لكنّه يفتقر إلى المشاعر والأحاسيس داخليّاً؛ فهو لا يتنازل ولا يضحّي من أجل أحد، يتّصف ببعض الصّفات الرّذيلة، مثل: الكذب، والسّرقة، والعنف، وقلّة الأمانة في عمله، وهو مندفعٌ ومُتهوّرٌ أيضاً، ويقول علماء النّفس: إنّ هذا الشّخص شيطانٌ في صورة إنسان، وهو التّجسيد الحيّ لكلّ المعاني الرّذيلة والسّيّئة. الشّخصيّة الاضطهاديّة: هذا الشّخص عنده شعورٌ دائمٌ بالاضطهاد والضَّيم؛ لذلك فهو يشكّ في الجميع، ويتوقّع الأذى منهم، ويُضمِر لهم الكراهية وعدم الارتياح، ويُمكن أن يتحوّل إلى شخصٍ عدوانيّ، ينتقِد الآخرين بشكلٍ جارحٍ، ولا يُراعي مشاعرهم، ولا يتقبّل النّقد أو النُّصح من أحد، قليل الأصدقاء، وسيِّئ الظّن، وكثير الغيرة؛ لذلك علاقته سيّئة بزوجته، صعب الحِوار والنّقاش، ويفتقد روح المرح والضّحك، لا يتقرّب من النّاس ولا يتودّد إليهم، وهو شخصٌ مُتمَركزٌ حول نفسه، وهو معدوم الإحساس بالجمال والفنّ الإبداعيّ، ويقول علماء النّفس: إنّ هذه شخصيّة المُتطرِّفين، والمُتعصِّبين، والمُطلّقين والمُطلَّقات، ويجب التّعامل معه بهدوءٍ وحذر؛ لأنّه لا يتردّد في إيذاء مَن يُعارضه. الشّخصيّة الهستيريّة: الشّخص الهستيريّ هو شخصّ أنانيّ لأبعد الحدود، بخيل، يُحبّ الاستيلاء على كلّ شيء، سريع الغضب لأسبابٍ تافهةٍ، مزاجه حادٌّ ومُتقلِّبٌ، ويقول علماء النّفس: إنّ الشخصيّة الهستيريّة تختلف عن مرض الهستيريا. الشّخصيّة النّرجسيّة: شخصيّةٌ مُعجَبةٌ بنفسها جدّاً، مُتكبِّرةٌ، ومغرورةٌ، استغلاليّةٌ وانتهازيّةٌ، أنيقةٌ جدّاً وسطحيّةٌ، صداقاتها نادرةٌ، يُمكن أن تتعرّض للاكتئاب إذا فشِلت. الشّخصيّة شبه الفصاميّة: شخصيّة قريبةٌ من مرض الفصام، لكنّ أعراضها أقل شدةً من الفصام، ويتّصف صاحب هذه الشّخصيّة بأنّه: شخصٌ غريبٌ، يتفاءل ويتشاءم من أشياء غريبةٍ، دائم الشّعور بأنّ الآخرين يُراقبونه، غامضٌ وسيِّئ الظّن، وعلاقاته بالآخرين ضيّقةً، يخاف المواجهة التي تُعرِّضه للنّقد والمُحاسَبة. الشّخصيّة الحدّيّة: يكون الشّخص حادّ المزاج، شديد الانفعال، مُتقلِّباً في غضبه ومزاجه، وعواطفه غير ثابتة، يكره الوحدة، دائم الشّكّ والحيرة في مبادئه وقِيَمه التي يؤمن بها، وقال فيه علماء النّفس: (هو المريض السّوِيّ، والسّوِيّ المريض)، فهو شخصٌ يقف على الحدّ الفاصل بين المرض والصّحّة. الشّخصيّة المُتحاشِية: هي الشّخصية التي تهرب من مواجهة النّاس والاختلاط بهم، وتتحاشى إقامة العلاقات الاجتماعيّة؛ فهي تخاف عدم القبول، والرّفض من النّاس، والإهانة والتّجريح، ومع ذلك فصاحب هذه الشّخصيّة يتمنّى الاختلاط بالآخرين والانخراط معهم، لكنّه يفرض على نفسه العُزلة؛ لأنّه يبتعد عن النّاس برغبته. الشّخصيّة الاعتماديّة: الشّخص الذي يعتمد على غيره في كلّ شيء، غير قادر على اتّخاذ القرار، ويخاف تحمّل المسؤوليّة، وغير واثق بنفسه، ويفتقر إلى روح المُبادَرة والتّجربة. الشّخصيّة العدوانيّة: هي شخصيّةٌ فاشلةٌ في حياتها، تكره النّجاح، وتُحبّ تعطيل الآخرين وإعاقة عملهم، مُتمرِّدةٌ لا تلتزم بالقوانين والتّعليمات. الشّخصيّة الانهزاميّة: الشّخص المُنهزِم هو الذي يتلذّذ بالإهانة ويجلبها لنفسه، لا يثق بنفسه وقدراته، ويضغط على الآخرين؛ ليختبر مدى صبرهم وتحمّلهم له. الشّخصيّة الوسواسيّة: هذا الشّخص يهتمّ بالتّفاصيل الصّغيرة على حساب الجَودة، ويبحث عن المثاليّة الشّكليّة التي تتعارض مع إتمام العمل، مجتهدٌ في عمله على حساب علاقاته الاجتماعيّة، يعتمد على نفسه في كلّ شيء، مُدبِّرٌ وغير مُبذِّر. الشّخصيّة الاكتئابيّة: شخصيّةٌ مُتشائِمةٌ وحزينةٌ بشكلٍ دائمٍ، لكنّ الحزن لا يؤثّر على تأدية أعمالها اليوميّة، شديدة الإحساس بقلّة الحيلة، وتأنيب الضّمير، والنّظرة التّشاؤميّة السّوداء للأمور. الشّخصيّة الانبساطيّة: هي شخصيّة طيّبة القلب، مَرِحة، وحسنة المُعاملة، يُحبّها النّاس، واثقة بنفسها وبالآخرين، سريعة في اتّخاذ القرارات، غير مُنظَّمة، ولا تُحافِظ على المواعيد، تُحبّ سماع المدح وكثرة الإطراء من الغير، وتكره العمل. الشّخصيّة الإيجابيّة: نظرة صاحب هذه الشخصية إيجابيّة للأمور، هادئ وبشوش، ذكيّ ومُتحمّس، يتّخذ قراراته بعقلانيّة، ويُفاوض ببراعة ويُصغي للآخرين. الشّخصيّة السّفسطائيّة: صاحبها شخصٌ كثير الجَدَل والكلام، يُحاوِر دون الوصول إلى نتيجة، يُعاني من الوحدة وبعض المشاكل الاجتماعيّة، مُعرَّضٌ للاكتئاب. الشّخصيّة المُتَّزنة: صفات الفرد الذي يتمتّع بهذه الشّخصيّة متوازنة، يقبلها هو ويتقبّلها الآخرون. الشّخصيّة المُرتابة: تتّصف بالمُبالغة في سوء الظّن، والحذر الشّديد من الآخرين، والتأثُّر بانتقاداتهم، والإكثار من الجدل والخُصومة، وحُبّ السّيطرة والقيادة، والتّركيز على عيوب الآخرين وأخطائهم. الشّخصيّة السّاذجة: يتّصف صاحبها بالثّقة العمياء بالنّاس، والغفلة عمّا يدور حوله، والانقياد والتّبعيّة للآخرين، وتقبُّل انتقادات الآخرين له حتّى لو كانت خاطئةً، والمبالغة في الصّراحة حتّى في الأمور الخاصّة. الشّخصيّة القاسية: شخصيةٌ فظّةٌ في التّعامل، غليظة القلب وقاسية، تفتقر إلى الحنان والرّحمة، عدوانيّة، تُعاقب بشدّة، وتُجبِر الآخرين على الخضوع لها، كما تُحبّ الثّأر والانتقام. الشّخصيّة العَطوفة: هي شخصيّة رقيقة القلب، رؤوفةٌ بالآخرين، مُتسامِحة وليّنة، تبتعد عن الخصومة والجَدَل. الشّخصيّة المُستسلِمة: يتّصف صاحبها بالإذعان للآخرين، ومُسايَرتهم وموافقة رغباتهم، والضّعف في إبداء الرّأي الشّخصيّ، وكتم المشاعر الدخليّة، وعدم القدرة على إظهارها، والحرص على مشاعر الآخرين، والخوف من التقاء عينه مع من يُقابِله. سمات الشّخصيّة في علم النّفس على الرّغم من اختلاف مفاهيم الشخصيّة، فإنّه يُمكن افتراض أنّ بعض السّمات يُمكن أن تكون مُشترَكةً في الشّخصيّة، وهي كما يأتي:[٦] سِمة التكافُليّة: أي أن تكون عناصر تكوين الشّخصيّة مُنسجمةً على شكل منظومة مُتكاملة ومُتناسقة؛ فالشّخصيّة تُقاس بتماسك مكوّناتها وانسجامها. سِمة الديناميّة: أن تكون الشّخصيّة ذات طابع تفاعُليّ بين العناصر المُختلفة؛ بسبب التّكوين البيولوجيّ الذي يُعطيها قدراً من التّفاعل والنموّ المستمرّ. سِمة التكيُّف مع محيطها وبيئتها: تلعب العوامل البيئيّة دوراً مُهمّاً للغاية في تكوين الشّخصيّة، فلا يمكن فصل الشّخصية عن محيطها الخارجيّ. سِمة التّمايُز: لكلّ شخصيّةٍ طابع مُستقلّ تتميّز به، بحيث ينفرد كلّ فردٍ بشخصيّته وطبعه الخاصّ. سِمة الثّبات النّسبيّ: هناك بعض السِّمات العامّة التي تحتاج قدراً من الثّبات والاستمراريّة، بما يضمن الحفاظ على الطّابع المُميَّز للشّخصيّة ولا يتعارض مع سمة الديناميّة، مثل: الذّكاء، والمهارات المُكتَسبة، والخبرات. العوامل المُؤثِّرة في تكوين الشّخصيّة لفهم صفات الشّخصيّة وتقويمها، وكيفيّة التّعامل معها، تجب معرفة أهمّ العوامل المُؤثّرة في تكوين الشّخصيّة، ومن أهمّ هذه العوامل:[٧] الوِراثة: تُكسِب الوراثة الفرد بعض الصّفات التي تؤثّر في تكوين شخصيّته، مثل: الكرم، والدُّعابة، والجدّيّة، وغيرها. الخِلقة: كشفت الدّراسات الطبّيّة أنّ الدّماغ يحتوي العديد من المراكز الحيويّة التي تُدير العمليّات العقليّة والنّفسيّة، مثل: الإدراك، والسّلوك، والتّفكير، والمشاعر، ممّا يُؤثّر في تشكيل الشّخصيّة. الأسرة وأسلوب التّنشئة: تؤثّر الأسرة تأثيراً كبيراً في النّموّ النّفسيّ للطفل في المرحلة الأولى من عمره، ومنها يكتسب خبراته، وقدراته، ومهاراته، وسلوكه، ممّا يُؤثّر في نموّه النّفسيّ إيجاباً أو سلباً، ولاستقرار الأسرة بالغ الأهميّة في تنشئة شخصيّة الطّفل، فكلّما كانت الأسرة أكثر استقراراً زادت ثقته بنفسه وصار أكثر أمناً وطمأنينةً، كما أنّ لأسلوب الوالدين في التّربية أهميّة كبيرة في تكوين شخصيّة الفرد. المُؤثِّرات الثّقافيّة والاجتماعيّة: مثل المعلومات، العادات والتّقاليد، والقيم، وغير ذلك.

ليست هناك تعليقات